طیبه سیفی؛ مهیا گرشاسبی
چکیده
تُعدّ الاستعارة المفهومیة أداة رئیسةً للتعبیر عن المفاهیم الانتزاعیة کما تبرز مرکزیةً مهمّةً فی آلیات الکلام المتدوالة فی حیاتنا الیومیة بوعی أو بغیر وعی؛ حیث تحتوی على مجموعة منوّعة من معطیات الصورة ...
بیشتر
تُعدّ الاستعارة المفهومیة أداة رئیسةً للتعبیر عن المفاهیم الانتزاعیة کما تبرز مرکزیةً مهمّةً فی آلیات الکلام المتدوالة فی حیاتنا الیومیة بوعی أو بغیر وعی؛ حیث تحتوی على مجموعة منوّعة من معطیات الصورة الّتی تکون نتیجة قدرة الادراک من خلال التجسید و تصویر المفاهیم المجردة الانتزاعیة وتمکّن الانسان من فهم حقلا اعتمداً علی حقل آخر. ویزخر القرآن الکریم باستعارات مفهومیة جمیلة تأتی لغرض أساسی یکمن فی تفهیمنا شیئا لا نعرفه ویجب تخییله فی حدود ما عندنا من الطاقة الذهنیة. فهذا ما یجعل الاستعارات القرآنیة متجددة رغم توقف الوحی. یهدف هذا المقال إلى دراسة الاستعارة المفهومیة بأنواعها الثلاثة الاتجاهیة والأنطولوجیة والبنیویة فی سورة الانسان للقرآن الکریم معتمداً على المنهج الوصفی- التحلیلی لنکشف جمالیات هذه السورة من جهة و نفتح آفاق جدیدة أمام المتلقی و القاریء لفهم القرآن الکریم و إدراکه إدراکاً تاماً من جهة أخری. تدلّ نتائج البحث على أنّ مفهوم الحیاة تصوّر فی بنیة السفر والزمن تجلّى فی هیکل المکان کما أنّ المعرفة أصبحت مجالاً للرؤیة البصریة فی الاستعارة البنیویة. وفی الاستعارة الأنطولوجیة أخذت کیانات غیر بشریة بما فیها یوم القیامة والزمن سمات انسانیة وکذلک تصوّرت للذات الإلهیة وجهاً على سبیل الإستعارة وأصبح مفهوم الرحمة الانتزاعیة ظرفاً یملک حجماً محدداً وإضافة إلى هذا ظهر مفهوم اللامبالاة فی اتجاه وراء، والمکانة السامیة والفخر فی اتجاه فوق، والأهمیة القصوى فی اتجاه مرکز والانقیاد والتسخیر باستخدام اتجاه تحت.